بعد تكثيف حملات التطعيم ضد كورونا.. هل حقّقت دول أوروبية “المناعة الجماعية”؟

أوروبا
فيروس كورونا

منذ يناير/كانون الثاني، انطلقت حملة التطعيم في دول الاتحاد الأوروبي بعد أن أصدرت وكالة الدواء الأوروبية والمفوضية الأوروبية ترخيصا لاستخدام لقاح فايزر-بيونتيك حيث وقع الاتحاد الأوروبي حينها عقدا للحصول على ملياري جرعة لقاح من عدد من شركات الأدوية. أدى انتشار متحور “دلتا” إلى قيام عدة دول أوروبية إلى تغيير في إجراءاتها الخاصة بالسفر على سبيل المثال كما في وضع قيود لوقف انتشار الفيروس على الرغم من أن بلدانا أوروبية عدة خطت خطوات معتبرة في إجراءات تطعيم مواطنيها أو المقيمين على أراضيها.

كما أثار انتشار عدّة سلالات جديدة من فيروس كورونا مخاوف من إعادة فرض بعض الإجراءات الصحية على المستوى الأوروبي، وذلك على الرغم من استمرار حملات التطعيم.

وفي هذا الصدد، حذرت السلطات الأوروبية من أن السلالة التي سجّلت لأول مرة في الهند وأطلق عليها اسم “دلتا” ستصبح مسيطرة في القارة، مطالبة بتسريع عمليات التطعيم. ألمانيا والمملكة المتحدة تتسابقان، في تسريع إجراءات التطعيم ضد كورونا، الأمر نفسه بالنسبة للمملكة المتحدة.

المملكة المتحدة

في منتصف حزيران/يونيو، أعلنت الحكومة البريطانية، أنه تم تطعيم أكثر من 30 مليون شخص بشكل كامل ضد فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، إن الجرعات الثانية من اللقاحات ذات أهمية بالغة في منح المواطنين حصانة كاملة ضد الفيروس، مضيفاً أن “اللقاح هو سبيلنا للخروج من هذه الجائحة؛ لذلك عندما يحين دورك تقدم واحصل على الجرعتين”.

وأشارت السلطات البريطانية إلى أن إجمالي عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعتين اللازمتين من لقاحات فيروس «كورونا» بلغ 30 مليوناً و204 آلاف و738 شخصاً، حتى الخامس عشر من حزيران/يونيو (أي ما يعادل 57.3% من السكان البالغين)، مضيفة أن 41 مليوناً و830 ألفاً و546 شخصاً تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح (أي 79.4% من السكان البالغين).

وتعد المملكة المتحدة أرض تجارب لكيفية تأقلم اللقاحات. كما تعد الدولة أيضا رائدة على مستوى العالم في تحديد نسخ الفيروس السائدة من خلال الاختبار والتسلسل الجيني: بحلول منتصف يونيو، كانت 97% من الحالات عبارة عن عدوى “دلتا”.

ألمانيا

أظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية اليوم الإثنين، أنه تم إعطاء 81.3 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في ألمانيا حتى الآن. وبحسب البيانات المعلنة ، يُقدر متوسط معدل التطعيم في ألمانيا بنحو 925 ألفاً و343 جرعة في اليوم الواحد، وبهذا المعدل، يتوقع أن تستغرق ألمانيا شهراً واحداً لتطعيم 75% من سكان البلاد بلقاح من جرعتين.

وبدأت ألمانيا حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في البلاد قبل نحو 28 أسبوعاً، ووفقاً للبيانات، وصل إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى 3.74 مليون حالة، ووصل عدد الوفيات المرتبطة بالجائحة في البلاد إلى 91 ألفاً و239 حالة.

تخطط الحكومة الألمانية لشراء أكثر من 200 مليون جرعة من ستة لقاحات مضادة لكورونا لعام 2022، بكلفة تقترب من 4 مليارات يورو، وذلك لإمكانية “تطعيم كل شخص في ألمانيا”، في حال كان ضروريا تجديد اللقاح.

مالطا

أعلنت سلطات مالطا التي تصدرت قائمة أول دولة لناحية حملة التطعيم في الاتحاد الأوروبي أن 70% من سكانها تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد-19. وقال وزير الصحة ونائب رئيس الوزراء كريس فيرن “اليوم حققنا مناعة جماعية.، اللقاح هو سلاحنا ضد الفيروس”. وأضاف “هذا يعني أن انتقال الفيروس انخفض بشكل كبير حتى لو كان لا يزال موجودا بيننا”.

تقدر أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي ويبلغ عدد سكانها حوالى نصف مليون نسمة، أنها حققت “المناعة الجماعية” قبل توقعاتها الأولية. بعد إعطاء حوالى 475000 جرعة تم تحصين 42% من السكان بشكل كامل بجرعتين من لقاح فايزر أو موديرنا أو أسترازينيكا أو جرعة واحدة من لقاح جونسون أند جونسون. ورفعت سلطات مالطا القيود المفروضة على الصالات الرياضية وحمامات السباحة، فيما مددت ساعات عمل المطاعم حتى منتصف الليل.

التطعيم ضد كورونا.. فرنسا تحقق “الهدف المنشود”

قالت السلطات الصحية الفرنسية، في الثالث عشر حزيران/يونيو، إن طواقمها أعطت الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 إلى 30 مليون و14 ألف شخص، بما يحقق هدف الحكومة في منتصف يونيو. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، أنه تم يوم الثاني عشر من حزيران/يونيو تجاوز عتبة 30 مليون فرنسي تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لكوفيد-19، داعيا إلى “كسب المعركة ضد الفيروس”. وكتب كاستيكس على تويتر: “الهدف تحقق. شكرا لجميع المستنفرين من أجل التلقيح”. وكان تحقيق هدف 30 مليون متوقعا الثلاثاء المقبل.

وأعلنت هيئة الصحة العامة في فرنسا الحادي عشر من حزيران/يونيو، تلقي 29.831.488 شخصاً جرعة واحدة على الأقل (56.8 بالمئة من عدد السكان البالغين) وتطعيم أكثر من 15.4 مليونًا بالكامل، أي خمس عدد السكان. ورغم وتيرة التطعيم، حذر البعض من احتمال انخفاض الاقبال مع اقتراب فصل الصيف، إذ إن مستوى التغطية ليس كافياً في حال استأنف الوباء نشاطه.

مستوى التلقيح في أوروبا غير كاف لتجنب عودة ظهور وباء كوفيد-19؟

بعد مرور ستة أشهر من بدء الاتحاد الأوروبي حملة منسقة للتطعيم ضد وباء كوفيد-19، في خطوة وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية حينها بأنها “مظهر مؤثر للوحدة الأوروبية”، يبقى السؤال إذا ما كانت المفوضية ستحقق هدفها المتمثل في تلقيح 70% من سكان أوروبا بحلول نهاية تموز/يوليو.

وإلى حد اليوم تلقى 58٪ من الأوروبيين جرعة واحدة بالفعل من لقاحات كورونا المعتمدة من قبل وكالة الأدوية الأوروبية. وفي ظل هذه الحال، تواصل دول أوروبا عودتها التدريجية إلى “الحياة الطبيعية”، ففي بلجيكا ومالطا، تلقى 71٪ من السكان حقنة واحدة من لقاح كورونا بالفعل، لكن في بلغاريا لم تبلغ نسبة التطعيم سوى 16٪ فقط.

في العاشر من حزيران/يونيو، حذّر الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية من أن مستوى التلقيح في أوروبا غير كاف لتجنب عودة ظهور وباء كوفيد-19 داعية إلى تجنب تكرار “خطأ” ارتفاع الإصابات خلال صيف 2020. وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانز كلوغه: إن “توزيع اللقاحات ما زال بعيدا عن أن يكون كافيا لحماية المنطقة من عودة” الوباء. وأضاف أن “الطريق نحو تحصين نسبة لا تقل عن 80 في المئة من السكان البالغين ما زال طويلا”، داعيا إلى الحفاظ على التدابير الصحية (غسل اليدين ووضع الكمامات..) والتباعد الاجتماعي وتجنب السفر إلى الخارج. وأشار إلى أنه في حال تحسن الوضع في أنحاء المنطقة مع انخفاض عدد الإصابات والوفيات منذ شهرين وتخفيف القيود الصحية “فسنكون بعيدين عن الخطر”.

وتعرّضت المفوضية لانتقادات شديدة لتأخرها في الحصول على اللقاحات ما تسبب بتأخير حملات التطعيم في الدول الأعضاء. ومع تزايد الطلبات على اللقاحات، يتوقع أن أن يحصل الاتحاد الأوروبي هذا العام على 310 ملايين جرعة من لقاح موديرنا، الذي أصبح في الثامن من كانون الثاني/يناير، ثاني لقاح تُرخّصه الوكالة الأوروبية للأدوية بعد لقاح فايزر/بايونتيك.

كما اتفقت المفوضية الأوروبية مع تحالف بيونتيك /فايزر لإنتاج اللقاحات على شراء 1.8 مليار جرعة إضافية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد للفترة ما بين 2021 و2023.

وتتصدر الصين دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، تليها الولايات المتحدة ثم الاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل والمملكة المتحدة وتركيا والمكسيك وإندونيسيا وروسيا. ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة من تلقوا التطعيم بين السكان، بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان.

 

arabic.euronews.com

pixabay

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *