تستطيع المجر ضمان استمرار استقرار أسعار الطاقة منخفضة لشعبها في حالة واحدة، وهي استمرار تدفّق النفط الروسي على البلاد بحرًا ودون انقطاع، ما يمكّنها من تمديد سقف سعر الوقود محليًا، وفق ما صرّح به مصدر حكومي لوكالة رويترز.
ويأتي هذا التصريح، الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، في وقت تستعد فيه دول أوروبا -باستثناء المجر- لبدء تفعيل قرار حظر واردات الخام الروسي المنقولة بحرًا في 5 ديسمبر/كانون الأول المقبل، أي بعد أقلّ من 10 أيام من الآن.
وفي نهاية مايو/أيار (2022)، استطاع قادة دول الاتحاد الأوروبي علاج الخلافات بينهم، وبعد الرضوخ لرغبة المجر التي تعتمد بصورة أساسية على واردات الطاقة من موسكو باستثنائها من التطبيق، صدر قرار حظر النفط الروسي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
سقف الأسعار
قال المتحدث الرسمي باسم حكومة المجر، في ردّ عبر البريد الإلكتروني لسؤال وجهته وكالة رويترز له، إن بلاده تستطيع الإبقاء على سقف الأسعار الذي أقرّته الحكومة سابقًا لتخفيف الأعباء عن المستهلكين، إذا استمر تدفّق النفط الروسي دون انقطاع، وواصلت المصفاة التابعة لشركة النفط والغاز “مول” في (سزازهالومباتا) عملها.
وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، قد قرر وضع سقف لسعر الوقود في البلاد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2021)، لتخفيف الأعباء على المواطنين، وكبح معدلات التضخم.
غير أنه اضطر لتحريك هذا السقف إلى أعلى في شهر يوليو/تموز الماضي 2022، بعد مشكلات أسواق الطاقة والإمدادات العالمية، الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
ودفعت تلك الأسعار الدولة الأوروبية -المجر- إلى عرقلة مفاوضات حظر النفط الروسي لمدة 26 يومًا، قبل التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف، بعد استثنائها من الإجراء العقابي ضد موسكو.
وعلّق رئيس الوزراء المجري عقب الفوز بهذا الاستثناء قائلًا: “يمكن للعائلات المجرية النوم بسلام الليلة”، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويستهدف الحظر، الذي يدخل حيز التنفيذ بعد أيام، جميع الواردات المنقولة بحرًا -سواء النفط الخام أو المشتقات النفطية المكررة-، واستثناء خط أنابيب تعتمد عليه المجر للحصول على النفط من روسيا.
وبالمثل، توصلت المجر إلى اتفاق ينصّ على إعفائها من سقف أسعار الغاز الذي قد يفرضه الاتحاد الأوروبي على مشتريات الغاز من الخارج.
نهاية السقف في يناير
ينتهي العمل بقرار سقف أسعار الوقود في السوق المحلية المجرية، الذي وضعته الحكومة حماية للمواطنين، في شهر يناير/كانون الثاني المقبل 2023.
وتثور مخاوف الحكومة بعد توقّف شركة مول خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من تسليم الوقود لبعض تجّار التجزئة، بعد انخفاض تدفّقات نفط روسيا عبر خط أنابيب دروجبا عن مستوياتها الطبيعية.
وأُوقفت إمدادات النفط لأجزاء من وسط وشرق أوروبا عبر جزء من خط أنابيب دروجبا بصورة مؤقتة هذا الشهر، بعد أن ضرب صاروخ روسي محطة كهرباء قريبة من حدود بيلاروسيا.
ورغم الهجمات الروسية، لا تخفي المجر محاولات التعاون معها في مجال الطاقة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، صرّح وزير الخارجية بيتر سيارتو بأنه التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في نيويورك، وناقشا شحنات الغاز وعملية بناء محطة باكس للطاقة النووية التي تتولاها شركة روساتوم الروسية.
يُذكر أن معدل التضخم السنوي في المجر، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد ارتفع إلى 21.1%، من 20.1% في سبتمبر/أيلول، بسبب قفزات أسعار الطاقة والغذاء.
attaqa
pixabay
